لا يعكرصفو سعادتي بعرض سلطة بلدي عليكم الا عجزي عن الحصول على التصاريح والتأشيرات اللازمة للوصول الى قاعات العرض ولكن اتصور اني لست الوحيدة التي لم تتمكن من الوصول، فاهنئكم واشكركم على وصولكم الى قاعة العرض بالرغم من الإحتلال المزمن وزيارة بوش. ز
يتحقق اليوم حلم رقيق دفين بعرض هذا الفيلم هنا في فلسطين. ز
فشكرا لمسرح وسينماتك القصبة برام الله والأستاذ خالد عليان، ودرا الندوة ببيت لحم والأستاذة لارا نصار والأستاذ مؤيد عليان ولمؤسسة المعمل بالقدس والأستاذ جاك برسكيان على استضافة وعرض هذا الفيلم والأستاذة رنا نشاشيبي لتقديمها وادارتها لهذا العرض.
يربكني كثيرا اني لست معكم الآن وان عليّ اكتب كلمة لتقرؤوها وكأني حبيسة هذه الورقة وهذه الكلمات في الوقت الذي اتوق لأن اتفاعل معكم واستمع اليكم واستوعب واتشرب خواطركم بعد المشاهدة. ز
يهمني ان اقول لكم اني اعيش في مصر كفنانة وكإمرأة وكفرد وسط كم هائل من الخطوط الحمراء، سياسية واجتماعية وثقافية الخ..وفي وقت ما احسست ان المواضيع التي اود ان افكر فيها واعبر عنها لن تخرج مني الا اذا تجاهلت هذه الخطوط وتركت الفكرة تذهب الى مداها واذهب معها، فاذا وطأت على خطوط حمراء فليكن. ز
قضيت 5 سنوات في صناعة هذا الفيلم وهو اقل ما يمكن استثماره في موضوع الهوية الذي نحن مصابون فيه بما يشبه الشلل النفسي والذهني في مصر. وهذا الفيلم هو رحلة شخصية لعائلة يمثل افرادها انفسهم ولكن قصصهم تتفاعل مع الظروف مصرية ، وتتناول تجربة مصرية خاصة تضرب جذورها في تاريخ حدث في مصر وتتشعب في تحديات الحاضر وظروفه. و بالرغم من الخصوصية العائلية والخصوصية المصرية فأنا اومن ان مأساة الطرد والهجرة الإجبارية وتجريد الناس وفرزهم المتواصل وتكريس معاناتهم على اساس الهوية المختزلة هي مأساة انسانية متكررة عبر التاريخ والشعوب واومن ايضا ان الكفاح من اجل احتضان ثراء الهوية الإنسانية متواصل عبر الإجيال في كل مكان. من هنا كانت فكرة صناعة فيلم عن عائلتي. ز
واود هنا ان اشكر كل صديقاتي واصدقائي وافراد عائلتي من فلسطين وبعضهم ربما يكون موجودا هنا في القاعة، لدعمهم وتشجيعهم المستمر. فقد كانت اول مرة آتي فيها الى فلسطين في 1991 بفضلهم. اريد ان اشكرهم بعد اكثر من 15 عاما على تزويدي بالشجاعة لأتخطى الحدود الضيقة التي نفرضها على انفسنا ثم نصدقها، واعطوني الأمل في امكانية احتضان التعقيد الإنساني وقبول التناقضات دون الرضوخ للظلم. لقد رافقوني في اولى خطواتي وانا اصارع لأزورهم في بيوتهم هنا في رام الله وفي غزة وفي الرامة وفي القدس.. رافقوني وانا اصارع صدمة استشفاف ان المناصرة الشعبية المصرية للشعب الفلسطيني تتصرف في بعض الأحيان كالدبة التي قتلت صاحبها وصدمة ان القرابين الثمينة التي قدمتها امي على هيكل التضامن مع الشعب الفلسطيني ربما كانت لاتمت للشعب الفلسطيني بصلة ولا زلت اتساءل ان كانت هباء. لقد رافقوني وانا احاول ان افهم وحاولوا الفهم معي، لم يتعالوا على تساؤلاتي ولم يحكموا على قراراتي. وكانت الشجاعة لمواجهة المنحنيات المؤلمة في قصة امي وهي تقص علي القصص لأسلمها لحفيدها، مستمدة بالأساس من انسانية وذكاء كل هؤلاء الأصدقاء الذين يعيشون الظروف الفلسطينية وعلى رأسها القمع المستمر من قبل الإحتلال الإسرائيلي. ولذلك فهذا الفيلم مهدى اليهم والى كل افراد عائلتي في الأماكن الأخرى الذين احسوا بصدق محاولاتنا ففتحوا لنا بيوتهم ثم تركوني اعمل في حرية نفسية وذهنية تامة حتى خرج الفيلم الى النور. ز
والآن يبدأالتفاعل.. مرة اخرى. ز
ارجو لكم مشاهدة متأملة وممتعة. ز
القاهرة يوم الخميس العاشر من يناير كانون الثاني 2008
Salatabaladi.blogspot.com